كتب / مختار حسنين
هو الملك ” أوناس ” وإسمه الهيروغليفى الأصلى هو ”
ونيس ” الفرعون التاسع ، وآخر ملوك الأسرة الخامسة .
إعتلى عرش مصر العليا ، والسفلى عام “2375 ” وحتى
عام ” 2345 ” قبل الميلاد .
شيد هرمه بجانب هرم الملك ” زوسر ” المدرج بمنطقة
” سقارة ” ، والذى عثر على بقاياه فى بعثة للتنقيب
كان يشترك فيها العالم الأثرى ” سليم حسن ” .
توجد نقوش لنصوص هيروغليفية على جدران دهاليز
وغرف الدفن داخل هرمه ، والتى عرفت ب ” متون
الأهرام ” ، والتى تضم 800 تعويذة ، أو مقولات سحرية ،
عبارة عن طقوس تقدم للمتوفى فى الديانة المصرية
القديمة ، لها علاقة بالبعث والحياه الأخرى الأبدية ،
وتعتبر هى أول نقوش هيروغليفية تبنت الأعمال
الطقسية للمتوفى كتبت على جدران دهاليز هرم ”
ونيس “، فاستمرت هذه النقوش لنصوص التوابيت
بعده بداخل تسعة أهرامات والتى سميت ب[ كتاب
الموتى ] ، حتى عصر الإنتقال الأول بين عامى ” 2181 – 2055” قبل الميلاد .
يظهر هرم الملك ” أوناس ” أنه متهدم بعضه بسبب
الحالة المناخية التى مرت به عبر العصور، مع اختفاء
غطاءه الخارجى ، والأكثر فى الجهة الجنوبية للهرم ،
أبعاده الأصلية كانت لإرتفاع 43 متراً ، ومساحة أضلاعه 57.5 متر لطول الضلع الواحد .
بداخله دهليز هابط إرتفاعه نحو متر ، يفتح على ردهة
تؤدى إلى دهليز آخر موجودة به بقايا ثلاث كتل جرانيتية
كانت تغلق الممر ، والغرفة الأولى بها فتحة صغيرة
تؤدى إلى غرفة مستطيلة بثلاث كوات يعتقد أنها كانت
تحفظ لتماثيل “الكا” الملكية وهى الروح ، وفى الجدار
المقابل ممر يؤدى إلى حجرة الدفن التى يوجد فى
نهايتها التابوت الملكى المصنوع من “الديوريت “.علاوة
على السقف المزين بنجوم السماء خماسية الأطراف ،
والجدران مغطاه بنصوص هيروغليفية كانت فى الأصل
زرقاء اللون .
وهناك حفرة مستطيلة جنوب هرمه ، والتى تشير إلى
موقع هرم تابع تم تشييده ” لل”كا” وهى روح الملك ،
ويوجد جهة الشمال منه بئر تم حفره خلال العصر
الصاوى كمقبرة خاصة .
ذكر لنا العالم الأثرى الكاتب ” بسام الشماع ” فى كتابه
حكام مصر القديمة ” مثالاً للمقالات والتعاويذ التى
وجدت داخل هرم الملك “أوناس “المقولة رقم ” 333″
وهى [ طهرت نفسى على تل الأرض ، حيث طهر ” رع ”
نفسه .. لقد وضعت الدرج … لقد شيدت السلم …
وهؤلاء الذين يقطنون الغرب … يجذبون يدى ” الدرج وهو
السلم الذى يستخدمه صاحب المتن فى الصعود إلى
السماء ، ومعه أدواته ، وأما الذين يقطنون الغرب فيقصد
بهم الأموات الذين يدفنون فى الغرب الذى كان يرمز له
بنهاية رحلة الحياه ، وهنا يمثل الموت كدورة الشمس
جهة الغروب ، والحياه يرمز لها بالشرق ، كما تشرق
الشمس وهى التى ترمز للإله ” رع ” ،فتكون الحياه
الأبدية وهى الآخرة مع الغروب .
لم يعرف إسم والده وأمه ، وتزوج الملك ” أوناس ” من
إثنتين هما الملكة ” نيبت ” والملكة ” خينوت ” ، وتبين
ذلك من خلال المدافن الخاصة لهما واتى بالقرب من
مقبرته.
ووفقاً لما ذكره المؤرخ المصرى ” مانيتون السمنودى ”
أنه بعد وفاته كانت نهاية عصر الأسرة الخامسة .
موضح بالصور إسم الملك ” أوناس ” منقوش على حجر
بسقارة ،وهرمه بسقارة ، وآنية من النحاس منقوش
عليها اسمه ، وعمود من مجمعه الجنائزى ، وجزء من
زخرفة على الجدران تبين مشاهد “تجويع البدو “،
وغرفة الدفن بداخل هرمه بسقارة .
[أعزائنا القراء سوف نواصل مع حضراتكم بحلقات عن الشخصيات المصرية القديمة والحديثة لمعرفة رواد وملوك وعظماء أنجبتهم مصر ].